طنجة هي مدينة مغربية تقع في شمال المملكة المغربية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، يبلغ عدد سكانها 700,000 نسمة وهي بذلك خامس أكبر مدينة في المغرب من حيث عدد السكان. تميز طنجة بكونها نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي من جهة، وبين القارةالأوروبية والأفريقية من جهة أخرى. طنجة هي عاصمة جهة طنجة تطوان وهي من أهمّ المدن في المغرب. مدينة طنجة هي أحد أهم مراكز التجارة والصناعة في شمال أفريقيا كما تعد المدينة قطبا اقتصاديا لكثرة مقار الشركات والبنوك. وأحد أهم مراكزها السياسية والاقتصادية والثقافية.
العصور القديمة
تعد طنجة من بين أقدم مدن المغرب أنشأها القرطاجيون في القرن الخامس قبل الميلاد وسرعان ما تبوأت مركزا تجاريا على سواحل البحر الأبيض المتوسط. ضمتها الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول قبل الميلاد. وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية استولى الوندال على طنجة في القرن الخامس الميلادي. ثم البيزنطيين في القرن السادس حتى فتحها الأمويون عام702
العصور الإسلامية
بعد فترة من السبات، استعادت طنجة حيويتها مع انطلاق الفتوحات الإسلامية لغزو الأندلس علي يد طارق بن زياد سنة 711م، ثم من طرف المرابطين والموحدين الذين جعلوا من طنجة معقلا لتنظيم جيوشهم وحملاتهم. بعد ذلك تتالت على طنجة فترات الغزو الإسباني والبرتغالي والإنجليزي منذ 1471م إلى 1684م، والتي تركت بصماتها حاضرة بالمدينة العتيقة كالأسوار والأبراج والكنائس.
لكن تبقى أهم مرحلة ثقافية وعمرانية مميزة في تاريخ طنجة الوسيط والحديث هي فترة السلاطين العلويين خصوصا المولى إسماعيل وسيدي محمد بن عبد الله. فبعد استرجاعها من يد الغزو الإنجليزي سنة 1684م في عهد المولى إسماعيل، استعادت طنجة دورها العسكري والدبلوماسي والتجاري كبوابة على دول البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي عرفت تدفقا عمرانيا ضخما، فشيدت الأسوار والحصون والأبواب. وازدهرت الحياة الدينية والاجتماعية، فبنيت المساجد والقصور والنافورات والحمامات والأسواق، كما بنيت الكنائس والقنصليات والمنازل الكبيرة الخاصة بالمقيمين الأجانب، حتى أصبحت طنجة عاصمة ديبلوماسية بعشر قنصليات سنة 1830م، ومدينة دولية يتوافد عليها التجار والمغامرون من كل الأنحاء نتيجة الامتيازات الضريبية التي كانت تتمتع بها
الحرب الأهلية الإسبانية
بعد هزيمة الجيش الإسباني في المغرب عام 1921 م على يد الأمير عبد الكريم الخطابي كثرت الفتن في إسبانيا وطالبت الحزب بعودة الحياة النيابية وحقق الجمهوريون بقيادة زامورا فوزا ساحقا وطالبوا الملك عام 1931 م بالاستقالة فهرب من البلاد دون أن يستقيل فاعلنت إسبانيا جمهورية.
بدأ زامورا بإصلاحات لم تعجب الناس فعادت الفوضى من جديد وانتشرت معارك الشوارع والاغتيالات وعجزت الحكومة الشعبية عن السيطرة على الموقف وطالب المحافظون بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل اعلان النظام الجمهوري.
طنجة في الحرب العالمية الثانية
لعبت مطارات طنجة دورا كبيرا كنقطة انطلاق لطائرات الحلفاء لمهاجمة قوات المحور في شمال أفريقيا.
أساطير حول اصل كلمة طنجة
تقول الأسطورة الشفوية المتداولة بين الناس بمدينة "طنجة" إنه بعد الطوفان ضلت سفينة نوح الطريق وهي تبحث عن اليابسة، وذات يوم حطت حمامة فوق السفينة وشيء من الوحل في رجليها، فصاح ركاب السفينة "الطين جا.. الطين جا"، أي جاءت الأرض اليابسة، ومن ثم سميت المنطقة "طنجة".
أما الأسطورة الإغريقية فتقول إن "أنتي" كان ابن "بوسيدون" و"غايا"، وكان يهاجم المسافرين فيقتلهم وصنع من جماجمهم معبدا أهداه لأبيه، وأطلق على مملكته اسم زوجته "طنجة" -بكسر الطاء وسكون النون- وكانت تمتد من سبتة إلى "ليكسوس" مدينة التفاحات الذهبية قرب العرائش.
وفي معركة قوية بين هرقل وأنتي استطاع هرقل أن يهزمه، وفي الصراع شقت إحدى ضربات سيفه مضيق البوغاز بين أوروبا والمغرب والمغارات المشهورة باسمه، ثم تزوج بعد ذلك زوجة أنتي، فأنجبت له سوفوكس الذي أنشأ مستعمرة "طنجيس".
أهمية المدينة
تعد مدينة طنجة أكبر مراكز الصناعة والتجارة والمال في المغرب، وبها أكبر المؤسسات الحكومية الخاصة. واقتصاد المدينة في نمو مستمر. ومنذ عام 1998م، واقتصاد طنجة يتطور بصورة أكبر نتيجة لانتشار الطرق وزيادة القوى العاملة تأتي طنجة في المرتبة الثانية، من حيث النشاط الصناعي في إفريقيا ؛ إذ يوجد فيها 78 مصنع تعمل في مجال الملابس . وتنتج طنجة سدس إنتاج المغرب من الطباعة والنشر، كما تنتج الأغذية والمواد الكيميائية ويعد ميناء طنجة من أكبر الموانئ التي تعمل في مجال الاستيراد والتصدير كما تعد طنجة من أكبر المراكز الثقافية في إفريقيا، حيث يوجد بها العديد من قاعات الفنون والمسارح والموسيقى والمتاحف والجمعيات الثقافية الشهيرة. كما ينتسب إليها بعض الشعراء والكتاب والممثلين والفنانين المشهورين. أدى أغنياء المدينة دورا مهماً في دعم النشاط الثقافي. كما كان لوجود جو التعبير الحر والعديد من شركات الإعلان والاتصال إسهام كبير في ازدهار الثقافة في المدينة
الرياضة
تعتبر مدينة طنجة مدينة رياضية بامتياز وذلك لولع الطنجيين بالرياضة متابعة وممارسة. وتعتبر السباحة والجري من الرياضات الفردية الأكثر ممارسة لتوفر المدينة على فضاءات طبيعية للمارسة كالشواطئ البحرية، اطلسية كانت أم متوسطية، وغابة الرميلات. أما في ما يتعلق بالرياضات الجماعية، فتبقى كرة القدم وكرة السلة الرياضات الأكثر شعبية في المدينة. وفيما يلي جرد لأهم الرياضات والرياضيين الطنجيين.
- كرة القدم : حيث يعتبر نادي اتحاد طنجة النادي الأبرز في المدينة، وهو ناد حديث النشأة نسبيا(1983)، يحظى بشعبية كبيرة، رغم ممارسته حاليا (2011) بالقسم الثانيللبطولة الوطنية المغربية. يستقبل الفريق ب ملعب مرشان العريق (مؤسس سنة 1939). أنجبت طنجة وتبنت مجموعة من اللا عبين المرموقين من طينة حسن أقصبي (en) ومحمد السابق (الملقب بالسيمو).
- كرة السلة : وهي الرياضة الأكثر تشريفا للمدينة على المستوى الوطني بفضل ألقاب بطولة المغرب الثلاثة لنادي اتحاد طنجة سنوات 1993، 2008 و 2009.و من بين أجود اللاعبين الذين تألقو في صفوف النادي التونسي مروان كشريد (en) بين 2008 و 2010
- كرة المضرب: عرفة الشقروني من أوائل لاعبي التنس المغاربة المحترفين، تألق في فترة الثمانينيات بفوزه بذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط باللاذقية سنة 1987
- شطرنج: هشام الحمدوشي وهو أستاذ دولي (en) بطل المغرب ل 11 مرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق