السلام كلمة عظيمة في معناها كبيرة في محتواها ، وهو هدف أعلى لكل إنسان على وجه هذه الأرض منذ بدء الخليقة. فالسلام هو حالة نفسية ذاتية تنتج عن الشعور بالمحبة والاطمئنان والثقة بالنفس وبالآخر ، وهو أيضاً تعبير اجتماعي عن الانتماء والتواصل والرضى على الواقع المحيط. إذاً فالسلام لا يكون إلا بين الأخوة الأحباب والأصدقاء المقربين والأهل والعشيرة ، بل وبين الأنسان ونفسه فلا يكون الشخص سوياً إذا لم يسد السلام بينه وبين ذاته ومكامن نفسه وبينه وبين مجتمعه المقرب الذي ينتمي إليه.
أما السلم فهو عهد واتفاق لحالة فرضية تنبع من غير الذات أي من واقع تمليه ضرورة خارجية وحاجة ماسة لفرض تلك الحالة لفترة تنتهي بانتهاء الضرورة. ومن ذلك يرى أن السلم لا يكون إلا بين خصوم متحاربين أو أعداء متربصين ولا يمكن أن يكون بين أخوة متحابين متفقين بأي حال. لعل هذا يوضح الفرق بين الشديد بين المعنيين لغة ومعنى ، فهما ضدان مختلفان تضاد الليل والنهار والحق والباطل ، فالله هو السلام والحق هو السلام والمحبة هي السلام. وحينما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم قال " الا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم ".
عود على بدء أقول إن الاستخدام الخاطئ لكلمة السلام على ألسنة الخاصة والعامة وفي كل وسائل الإعلام وخلط معناها بما تعنيه كلمة السلم لهو خطأ كبير وخطر جسيم. . فكيف يتم مثل هذا الخلط الخطير مقصوداً كان أو غير مقصود؟!! لعلني أحسن الظن هنا فلا افترض سوء النية من كل أولئك ولكن ذلك لا يعفيهم من الجهل المؤدي إلى التهلكة. أن الإحساس وأنت تسمع كلمة السلام هو الإحساس بالأخوة والإنتماء والقرب ، تماماً على النقيض من كلمة السلم التي توحي بالحرص والحذر وتشعرك ربما بالأمن ولكنها لن تشعرك أبداً بالأمان. ولعل إجابة ذلك السؤال هي سؤال آخر ألا وهو إلى أين يقودنا ذلك الخلط وما الذي ينتج عنه؟!! وهنا يكمن الخطر الحقيقي. إن كل ذلك يقودنا بدون وعي أو إدراك ملموس إلى تقبل فكرة وجود ذلك الكيان السرطاني الغريب في جسد الأمة العربية كأمر مسلم به وكحالة طبيعية. أليس هؤلاء الذين يدعون أنهم يهود هم أبناء عمومتنا كما يردد البعض المشبوه من أمتنا؟!! ألم تعترف بوجودهم كل الحكومات والقيادات العربية والإسلامية؟!! أولم تقام لهم المؤتمرات والندوات واللقاءات لتقديمهم للمجتمع العربي والإسلامي كعضو طبيعي وغير شاذ؟!! أولم ترتفع أصوات كل أولئك المشبوهين في الدعاية المضللة للتطبيع؟!! أسئلة كثيرة ومثيرة تصب جميعها في بوتقة الخيانة والتبعية الغربية والتملص من الحس والإنتماء العربي والإسلامي.
فيا دعاة السلام لا تدعوا لشيء لا تملكونه ففاقد الشيء لا يعطيه. أولى بكم وأجدر أن تبحثوا عن السلام داخل أنفسكم أولاً ثم في مجتمعكم ووطنكم. صالحوا أنفسكم أولاً وأصلحوها ثم أحبوا أهلكم وأقاربكم وأفشوا السلام بينهم. أصلحوا ذات البين إن كنتم حقاً حريصون على أهلكم غيورون على أوطانكم واعلموا مرة أخرى أن السلام لا يكون إلا للأحباب وأن السلم هو ما يمكن أن يقدم للأعداء إذا هم جنحوا لها في قوة وعزة لا عن ضعف وهوان. اللهم ياسلام إجعلنا عباد السلام لا عبيد السلم والاستسلام. قالوا ســلاماً والسـلامُ محبًّــــةٌ والسـلمُ عهــدٌ ثابتٌ وأكيـــدُ ضدَّان مختلفان عند ذوي النُهى وكلاهما منـــهُ العدوُّ بعيــــدُ فاستيقظوا يا أمَّتـي وتعلَّمـــــوا وكفى خداعاً فالسلامُ وعودُ
0 التعليقات:
إرسال تعليق